من خلقه محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما (١).
بيان : « أو مال إليها » في بعض النسخ بالواو هنا ، وقوله : « أو اشتهتها » وهو أظهر ، وعلى نسخة « أو » فهي إما بمعنى الواو أو محمول على شدة مراتب المحبة والعزم وضعفهما « من خلالك » يحتمل أن تكون من ابتدائية أي حال كوني في ذلك السعي مبتدا من الحلال معرضا عنه منتهيا إلى الحرام ، أو بيانية و « إلى » بمعنى « مع » لبيان تعميم ما يتكلم به ويشتهيه ويبسط يده إليه ويسعى إليه ، سواء كان مباحا لغوا لا فائدة فيه أو حراما ، فان كلا منهما مخل بكمال الصوم ، ويؤيد الثاني أن في زوايد الفوايد أو حرامك.
وقوله : « وكل ما كان » إما بالجر عطفا على حلالك أو أشياء ، أو بالرفع بتقدير الخبر أي هي أيضا كذلك أى كان ينبغي أن يكون صومى مخلوطا بطاعتك بجميع جوارحي في جميع أحوالي فشبته بأشياء منها محظور بنهيك ومنها مباح غير مخل بقليل ولا كثير ولا صغير ولا كبير من أوامرك ونواهيك ، لكنها مخلة بكمال الصوم « وقد برزت إليك في هذا العيد » لان تتدارك ذلك بفضلك.
وقال الجوهري : العائدة العطف والمنفعة يقال هذا الشئ أعود عليك في كذا أي أنفع ، وقال الحباء العطاء.
« لك الامثال العليا » إشارة إلى قوله سبحانه « للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء ولله المثل الاعلى » (٢) أي الصفة الاعلى ، وهو الوجوب الذاتي ، والغنى المطلق ، والنزاهة عن صفات المخلوقين ، أو الحجة الغالبة أو الامثال التي مثل بها في القرآن الحكيم.
« ولا روعة » وفي بعض النسخ « ولا لوعة » ولوعة الحب حرقته ، ورجل هاع لاع أي جبان جزوع ، والاول أظهر ، وقال الفيروز آبادي النهمة الحاجة وبلوغ الهمة والشهوة ، والنهم بالتحريك إفراط الشهوة في الطعام انتهى.
____________________
(١) الاقبال ص ٢٩١ ٢٩٥.
(٢) النحل : ٦٠.