محمّد » (١).
من هنا تجد الحمد لله والثناء عليه والصلاة علىٰ النبي وآله تتصدّر الكثير من الأدعية المأثورة ، ولعلّ أوضح ما تكتشف فيه هذه الظاهرة هي أدعية الإمام السجّاد عليهالسلام في الصحيفة السجّادية التي تكاد كلّها تستهل بالحمد والصلاة ، بل إنّ الصلاة علىٰ النبي وآله تتصدّر الغالبية العظمىٰ في فقراتها.
ومن صريح دعائه متوسّلا بالصلاة ، قوله عليهالسلام : « وصلِّ علىٰ محمّدٍ وآله صلاةً دائمةً ناميةً ، لا انقطاع لأبدها ، ولا منتهىٰ لأمدها ، واجعل ذلك عوناً لي ، وسبباً لنجاح طلبتي ، إنّك واسع كريم » (٢).
كما ورد سؤال الله تعالىٰ بأسمائه وصفاته وأفعاله ، ورد أيضاً سؤاله جلّ شأنه بالقرآن الكريم ، وهو كتابه المنزل وكلامه المحكم.
عن عمران بن الحصين : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « اقرأوا القرآن ، واسألوا الله تبارك وتعالىٰ به ، قبل أن يجيء قوم يسألون به الناس » (٣).
فكما يفيده عموم اللفظ من إرادة القربة ونيل الثواب والمنزلة بقراءة القرآن ، فإنّه يفيد أيضاً جواز سؤال الله تعالىٰ به ، وتقديمه بين يدي الدعاء.
وفي حديث الإمام علي عليهالسلام ما يبيِّن ذلك ، قال عليهالسلام : « واعلموا أنّ هذا القرآن هو
_________________________________
(١) مجمع الزوائد ١٠ : ١٦٠ وقال : رواه الطبراني في ( الأوسط ) ورجاله ثقات.
(٢) الصحيفة السجّادية / الدعاء ١٣.
(٣) مسند أحمد ٤ : ٤٤٥.