ابن الحجاج ، عن وهب ، عن أيوب ، عن نافع مرسلاً (١).
هذا من حيث إسناد الحديث وتوابعه وشواهده.
ولا غموض في دلالة هذا الحديث وشواهده ، ولا غبار عليها ، فقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وجبت » أو « حلّت » معناه ثبتت وحقّت ولزمت ، وأنه لابدّ منها.
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم « وجبت له شفاعتي » أو ما جاء في نحو هذا اللفظ يعني أن الزائرين سيدخلون لزوماً في من تناله شفاعته صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم القيامة ، وهذا المعنىٰ يتضمن البشرىٰ بأنّ زائر قبر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا كان صادقاً في قصده لن يموت إلّا علىٰ الإسلام. ونعمت البشرىٰ...
أو أن يراد به الزائر لقبره قربة واحتساباً تناله شفاعة خاصة ، غير تلك الشفاعة العامة التي تنال عموم المسلمين ، بسبب الزيارة وبفضلها.
وفي كلا الدلالتين من الفوز والفضل الكبير ما هو جدير في احتلال مكانة مهمة في اهتمامات المؤمن ، وهو يتحرىٰ القربة عند الله والزلفىٰ لديه ، انّه لفوز حقيق أن يتنافس فيه المتنافسون.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من زارني بعد موتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي ، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليّ بالسلام ، فإنه يبلغني ».
_________________________________
(١) شفاء السقام : ٢٩.