الأيام التي جعل الله تعالىٰ لها شأناً خاصّاً هي الأُخرىٰ باب من أبواب التوسُّل والاستشفاع.
فقد جاء في دعاء الإمام زين العابدين عليهالسلام في شهر رمضان المبارك : « اللهم إنّي أسألك بحقِّ هذا الشهر » (١).
إذا كان المراد بقوله تعالىٰ : ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) هو إتيان الطاعات المقرِّبة إلىٰ الله تعالىٰ ، كما تقدّم عن المفسّرين ، فالطاعات إذن هي الوسيلة إليه تعالىٰ هنا ، وبها يتوسَّل العبد لنيل القربة والمنزلة عند بارئه.
ولم يقتصر التوسُّل بالأعمال الصالحة علىٰ أدائها فقط ، بل تضمّن أيضاً التوسُّل بها إلىٰ الله تعالىٰ بالدعاء رجاءً لنيل المطلوب ، من كشف الغم والهم ، أو رفع الدرجة ، ونيل الرضوان.
وهذا المعنىٰ منطوٍ في دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام بعد أن بنيا البيت العتيق ، إذ قدَّما عملهما المبارك بين يدي الدعاءِ ، قال تعالىٰ : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (٢).
_________________________________
(١) الصحيفة السجّادية / الدعاء ٤٤ ، وله تتمة تأتي في محلِّها.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ١٢٧ ـ ١٢٨.