قبر معروف الكرخي ( المتوفى ٢٠٠ هـ ) كان عندهم ( الترياق المجرّب ) يقصده المحتاج والمكروب من كل مكان.
ونقرأ عند الغزالي والنووي والفاخوري وآخرين : أنّ الزائر حين يودّع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويفرغ من زيارته ، يستحب له أن يخرج كل يوم إلىٰ البقيع ، ويخصّ يوم الجمعة ، يأتي المشاهد والمزارات ، فيزور العباس ، ومعه الحسن بن علي ، وزين العابدين ، وابنه محمد الباقر ، وابنه جعفر الصادق ، ويزور أمير المؤمنين عثمان ، وقبر إبراهيم ابن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجماعة من أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعمته صفية ، وكثيراً من الصحابة والتابعين..
ويقول : سلام عليكم بما صبرتم ، فنعمىٰ عقبىٰ الدار ، سلام عليكم ، دار قوم مؤمنين ، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون.
ويقرأ آية الكرسي وسورة الإخلاص.
أو يقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، أنتم السابقون ، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون.. اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ، اللهم لا تحرمنا أجرهم ، ولا تفتنَّا بعدهم ، واغفر لنا ولهم (١).
والآن إلىٰ نماذج من فعل السلف في طبقاتهم الأولىٰ :
١ ـ الزهراء البتول عليهاالسلام تزور قبر أبيها المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
من حديث الإمام علي عليهالسلام : « لمّا رُمِس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، جاءت فاطمة ،
_________________________________
(١) الغدير / الأميني ٥ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ـ تحقيق مركز الغدير ـ عن ( وفاء الوفاء ) للسمهودي ٤ : ١٤١٠.