( التوسُّل الوسيلة ) (١) !
وبهذا يثبت أنّه لم يكن علىٰ شيءٍ في ما ذهب إليه ، غير إصرار علىٰ رأي باطل تشهد الأدلَّة الثابتة علىٰ بطلانه.
والحقُّ أنّ الذي ثبت عن السلف أكثر من ذلك بكثير ، ولم يقتصروا علىٰ التوسُّل بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد مماته ، بل توسَّلوا بغيره ممّن يرون فيه الصلاح ويعتقدون بأنّ له عند الله جاهاً وشفاعة.
التوسُّل بأهل البيت عليهمالسلام :
علىٰ رأس الصالحين والأبرار يأتي الأئمة الأطهار من أهل بيت النبيِّ صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
وفي بعض المأثور عنهم عليهمالسلام في قوله تعالىٰ : ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) أنَّ الإمام منهم عليهمالسلام هو الوسيلة (٢).
وهو إشارة واضحة إلىٰ كونهم من أكبر مصاديق الوسيلة التي يُتَقَرب بها إلىٰ الله تعالىٰ ، من خلال مودَّتهم وموالاتهم اللازمتين لصحَّة الاعتقاد.
وفي الدعاء المأثور في التوسُّل بهم عليهمالسلام ، وهو المعروف بدعاء التوسُّل ، نقرأ :
« اللَّهمَّ إنِّي أسألك وأتوجَّه إليك بنبيِّك نبيِّ الرحمة محمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يا أبا القاسم يا رسول الله يا إمام الرحمة ، يا سيِّدنا ومولانا إنَّا توجَّهنا واستشفعنا وتوسَّلنا بك إلىٰ الله ، وقدَّمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيهاً عند الله إشفع لنا
_________________________________
(١) التوسُّل والوسيلة : ١٨.
(٢) انظر : الميزان في تفسير القرآن ٥ : ٣٣٣ ـ ٣٣٤.