قاطعني صديقي بنبرة غاضبة : عجيب أمرك !! أقول لك رضي الله ورسوله والمؤمنون ، وتقول لي أنت : هل ترضى ثم واصل : والطريف أنّه ما حاورتُ أحدا من السنّة حول المتعة إلاّ وسألني هذا السؤال. إنّ هكذا آراء وتحسينات وو .. كلّها نابعة من المزاج ولا تمتّ للشرع بأيّ صلة ، ومع الأسف فإنّنا كمسلمين وخاصّة كعرب نُعتبر شعبا مزاجيّا ، مزاجيّا في كلّ شيء حتّى الدين أخضعناه لمزاجنا ، فما وافق مزاجنا قبلنا به وما لم يوافقه رفضناه. ولو نظرت بعين عقلك لرأيت أنّ هناك أشياء عديدة لو تركنا لأمزجتنا الحكم فيها لضربنا بالشرع كلّه عرض الحائط.
ولك أن تسأل أي امرأة متزوجة الآن أو حتّى عزباء ، بل ربّما عانس أصلاً ، هل تقبلين أن يتزوج عليك زوجك ثانية أو ثالثة أو رابعة ؟ لأجابتك بالنفي ، هذا بالرغم من أنّ المسألة شرعية لا غبار عليها.
ثم اسأل من الرجال من شئت وقل له : هل تقبل نفسك أن يخطب أمّك الأرملة أو المطلقة رجلا بعد أبيك ويتزوّج بها ؟ فسترى أنّ حاله سينقلب وسوف يدّعى أنّ أمه ليست بحاجة إلى الزواج وأنّها وفيّة لوالده ، وهكذا من التأويلات الكاذبة العديدة ، ولكن الحقيقة أنّ هواه ومزاجه هو المانع ليس إلاّ.
وحسب رأيي فإنّ عمر بن الخطاب حرّم المتعة لأنّه كان شخصية مزاجيّة وكان يمثل التيّار المزاجي في الصحابة ، ولو رأيت كيف وئد ابنته في الجاهلية ، وكيف كان موقفه مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم صلح حديبية ، وموقفه من الأعاجم وتحريم مكة والمدينة عليهم ، وكذلك تفضيلة العرب على الأعاجم في العطاء لتيقنت ممّا أقول لك (١).
_____________________
١) أنظر ما فعله مع رسول الله يوم الحديبية : صحيح البخاري ٦ / ١٧٠ ـ ١٧١ ، صحيح مسلم ٣ / ١٤١١ كتاب الجهاد والسير ، سير أعلام النبلاء ـ السيرة النبوية ـ ١ / ٣٥.