حسب رأيك نابعة من الهوى ؟!
أجاب صديقي : نعم ، فتحريم المتعة ليس له أيّ أصل ، وأزيدك حتّى تعلم إلى أيّ مدى نحن مزاجيّون : كم دم سفك بغير حقّ من جرّاء مسألة غشاء البكارة ، هذه العادة الجاهلية التي لم يستطع الإسلام أن يزيلها بالرغم من مضيّ القرون والقرون ، هذه المسألة ما زالت شامخة برأسها والويل لمن يكتشف زوجها أنّ بكارتها مفتضّة ـ خاصّة في بعض البيئات المتشددة ـ هذا مع أنّ العلم يقول : إنّ الممارسة الجنسية ليست السبب الوحيد لفضّ البكارة ، بل قد تولد الفتاة بدون بكارة أصلا ، وقد تفقدها جرّاء حركة شديدة عفوية ، وقد يكون عندها غشاء بكارة إلاّ أنّه مطّاط بحيث يتمدّد عند الإيلاج (١). وعلى افتراض أنّ الفتاة اقترفت فاحشة فبأيّ فتوى تُقتل ولا شهود على ذلك ؟! بل حتّى لو كان هناك أربعة شهود فحدّ غير المحصنة ليس القتل بالتأكيد بل الجلد. إنّ أناسا هذه عقيدتهم كيف تريد أن يقبلوا بالمتعة ؟!
على أيّ حال فحكم المتعة شرعاً هو الحلّية ، وعندما نقول حلال لم نأت للناس ونقول لهم تعالوا مارسوها ، بل مثل أي حلال مشروع من أراد فليفعل ومن أراد فليترك.
انتهى بنا النقاش وقد تأكّد لديّ بما لا مجال فيه للشك بأنّ المتعة حلال ولم تُنسخ ، وزادت نقمتي بعد هذا النقاش على أولئك المهرّجين الّذين يبغونها عوجا فإذا كلّمهم الواحد طولاً أجابوه عرضاً ، وهم بعد مكذبون لله وللرسول في الدين من حيث لا يشعرون.
_____________________
١) يراجع في هذه المسألة أهل النظر والاختصاص من أطباء وممرضين وغيرهم.