نعلم حدود الشرك والإيمان وأنتم لستم أوصياء على إيماننا ، بل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال فيما قاله آخر عمره الشريف. « إنّي لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي » (١) ، وعليه هذه أعمال مباحة إن لم تكن مشروعة وقد مارسها المسلمون وغير المسلمين منذ كان الدين على الأرض.
نقلت مخزون أفكاري هذه في أوّل نقاش لاحق مع صديقي الشيعي لأرى ماذا تقول الشيعة حولها فسألته : ماذا تقول الشيعة في التوسّل والتبرّك بآثار الأنبياء والصالحين ، وهل هذه بدع كما يقول بعض الناس ، أم لها أصل في الإسلام ؟!
اعتدل صديقي في جلسته ووضع قلمه الجاف الذي كان بيده على طرف طاولته في ركن غرفته الصغيرة الخاصة ، ثم فرك أصابعه وقال : أنا أشكرك على أسئلتك وشغفك لأن تعرف كل شيء ، لكن أنا شخص عادي فتح الله بصيرتي على الحقائق وقد لا تجد عندي كل شيء بالتفصيل ، أنا أعطيك رؤوس أقلام وواصل أنت مطالعاتك في كلّ موضوع نناقشه ، فعند علمائنا الشيعة من الكتب والأشرطة والردود ما يشفي الغليل وزيادة ، بحيث لا يبقى هناك مجال للشك ولا للظن ، بل تخرج باليقين الكامل إن شاء الله.
فيما يخصّ هذا الموضوع هو في الواقع موضوعان كثر حولهما اللّغط في هذه الأزمنه الأخيرة فقط ، وإلاّ لا توجد اختلافات بين طوائف الأمة من قبل حولها ، ولست أبالغ إذا ما قلت إنّ ابن تيميّة هو أوّل من فتح باب الفتنة فيها ، ولم يسبقه في ذلك أحد فخالف بآراءه الشاذة وأفكاره
_____________________
١) أنظر : صحيح البخاري ٨ / ١٥١ باب الحوض.