كنت أفرح كثيراً عندما أسمع هذا الحديث فأقول : إنها من أكبر نعم الله تعالى على أهل جنته أن يروا ربّهم وخالقهم ، ويتجلّى لهم بكل عظمته ونوره. وكنت سمعت أنّ الشيعة ينكرون رؤية الله يوم القيامة فأتعجّب وأغضب لأنهم يريدون أن يحرموننا من رؤية سرّ الوجود وربّ العالمين ، لكني ما كنت أعرف دليلهم أو أدلتهم في الموضوع.
وتسنح لي فرصة أخرى ونقاش آخر مع صديقي الشيعي ، حيث وطنتُ نفسي هذه المرة على الصمود أمامه مهما كلّفني الأمر ، فقد بلغ السيل الزبى وليس من المعقول أن يهزمني كلّ مرّة.
لم تطل بنا الجلسة حتّى بادرت صديقي قائلا : يظهر أنكم معشر الشيعة ينطبق عليكم المثل الشهير « خالف تُعرف ».
قال صديقي وعلامات العجب تطبع جبينه : كيف ذلك ؟!
قلت : يا أخي أتستكثرون علينا رؤية الله عزّوجلّ وهي أعظم نعمة يُنعم بها الله تعالى على عباده المؤمنين ؟!
أجاب صديقي : ليس بالأماني ، وأردف قائلاً : إنّ هذا القول فيه ما فيه لو كنت تدري.
أجبت مستنكرا : وماذا في ذلك ؟!
قال صديقي : إنّ ذلك يستلزم أنّ الله جسم (١) وتعالى الله عن ذلك.
_____________________
١)
وهذا ما تؤكده صحاح أهل السنّة ، فلله يدان [ سنن ابن ماجة ١ / ٧١ باب فيما أنكرت الجهمية ] ، وأنه يكشف عن ساقه يوم القيامة [ المستدرك للحاكم ٤ / ٥٨٢ كتاب الأهوال ] ، والله يصافح عمر ويدخله بيده إلى الجنّة !! [ سنن ابن ماجة ١ / ٣٩
فضائل