ويا ليتهم كانوا صحابة من الدرجة الثالثة ليهون الخطب ! لكنهم صفوة الصحابة : عمرو بن العاص ; عمّار بن ياسر ; طلحة بن عبيد الله ; الزبير بن العوّام ; عليّ بن أبي طالب ; عائشة زوجة الرسول الكريم !!
هلاّ تعاطوا المسائل بلين ورفق وسعة صدر كما نبّه إلى ذلك القرآن والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟! أيصل الأمر إلى قتل وقتال وسفك دماء وهتك أعراض !!
وإذا كان هذا فعل الصحابة الّذين ما زال صوت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يتردّد في آذانهم وآثاره قائمة ثابتة أمام أعينهم ، فلا لوم إذن على غيرهم ، ولا لوم علينا إن أتينا بالمنكرات العظام ، فليس بعد سفك الدماء وقطع الرؤوس من كبيرة كما أشار القرآن على ذلك (١).
ثمّ أليس يروي لنا شيوخنا : « أنّ القاتل والمقتول من المسلمين في النار ؟! » (٢) فعلى هذا فكلّ من اقتتل من الصحابة في النار !
وإذا كانت المسألة فتنة فكيف انساق وراءها الصحابة ، بل أعظم الصحابة ؟! أليسوا هم رموز التعقّل والوعي والإيثار !
أم أنّ هناك أطرافا خارجيّة ـ على رأي أنظمة هذا العصر ـ أشعلت تلكم الفتنة ؟ أليس هناك فيمن تقاتل مبشّرون بالجنّة ؟! (٣)
_____________________
١) إشارة إلى قوله تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) [ سورة النساء : ٩٣ ].
٢) لحديث يروونه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو : « إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فكلاهما في النار » [ البخاري ٩ / ٩٢ ، وأيضا سنن ابن ماجه ٢ / ١٣١١ ، كتاب الفتن ومسند أحمد ٤ / ٤١٨ ].
٣) مثل طلحة والزبير وعلي وعثمان وغيرهم على ما تروي الصّحاح والمسانيد ؟!