قال : لنقبل ما قلت بتمامه ، فما الدّاعي لأن يحزن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على عمّه حتّى سُمّي عام وفاته ووفاة خديجة بعام الحزن ؟!
قلت وفي نفسي أنّني وجدت المخرج والدليل الذي مافوقه دليل : إنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حزن على عمّه لأنّه انتهى إلى النار وبئس المصير.
استدرك صديقي ببداهة قائلاً : إذن لماذا لم يحزن على عمّه أبي لهب ، بل إنّه كان يتلو على مسامعه ومسامع غيره سورة المسد بما فيها من وعيد ؟! حتّى قال أبو لهب إنّ محمّداً قد هجاني.
ثم كيف يرضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يعيش تحت ظل كافر وفي منعته وهو يتلو قول الله تعالى : ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) (١) وقوله تعالى : ( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ ) (٢) وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ) (٣) ؟!
وكيف لا يثور أبو طالب وهو يرى أنّ دعوة ودين ابن أخيه مسّ أقرب الناس إليه ، وهو ولده عليّ رضياللهعنه الذي كان ملازما للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ملازمة الظلّ لصاحبه ؟!
ثمّ من بعد عليّ ولده جعفر ، بل وحتّى زوجته فاطمة بنت أسد ؟!
ثمّ ألم تقرأ قول الله تعالى في مؤمن آل فرعون حيث يقول : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ) (٤).
_____________________
١) سورة الحجر : ٩٥.
٢) سورة آل عمران : ٢٨.
٣) سورة الممتحنة : ١.
٤) سورة غافر : ٢٨.