فما المانع أن يكون أبو طالب كذلك بما له من مكانه اجتماعيّة هامة وهو أحد سادة بني هاشم وسادة قريش ؟!
والشيء الذي لا ينقضي له عجبي هو إصرار علمائنا على إسلام أبي سفيان.
قلت : أولم يسلم أبو سفيان ؟!
قال صديقي : إنّ الجماعة جعلوه مسلما قد حسن إسلامه ، كما حسن إسلام زوجته هند البتول ، وكذلك ابنهما معاوية خال المؤمنين ، كل أولئك ربحت تجارتهم بعد أن حاربوا الإسلام من يوم مولده إلى يوم فتح مكّة ولكن أبا طالب مات مشركاً !!
هل رأيت هذه الصفقة المربحة ؟! ـ قال صديقي ، ثمّ واصل كلامه قائلاً ـ : رجل من أعمدة الشرك وأئمة الكفر الذين لم يألوا في بذل الأموال وسل السيوف لمحاربة الدين الجديد ، تراهم الآن من أهل الإيمان والجنّة !
ومتى أسلم أبو سفيان ؟! نعم ، عندما رأى جيوش الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مقبلة نحو مكّة ورأى أنّ كلّ ما فعله في سبيل محاربة هذا الدّين أصبح هباءً منثوراً.
ثمّ تساءل :
يا أخي ألا تعرف أنّنا نحكم بالظاهر ؟! فما المانع أن يكون أبو سفيان وغيره من الطلقاء (١) أسلموا وآمنوا فعلا ؟!
_____________________
١ ـ الطلقاء : جمع طليق ، وهم الذين وقعوا تحت أسر رسول الله وجيش الفتح وقال