قلت لصديقي : فما تقول أنت ؟!
أجاب : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي علّم أُمته كيف ينام الشخص في فراشه ، وكَيفَ يقول إذا خرج من بَيتهِ ، بل كيف نفعل إذا دخل أحدنا بيت الخلاء (١) ، هل تتصوّر أنّه يصلّي على طريقتين ويترك أمّته في حيرة من أمرها في الصلاة ؟!
ثمّ لو صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على وجهين لماذا لم يتوضّأ ولم يتيمّم ولم يغتسل على وجهين مختلفين ؟!
لمّا أنهى صديقي كلامه شعرت بميل جيّد تجاه هذا المنطق الواضح الذي أزال عنّي تلك الغبرة التي كانت تحجب عن عيني الرّؤية ، وأقنعت نفسي بأنّه لو لم يكن تعليل صديقي صحيحا وفي محلّه ، فلا ريب عندي أنّه كان الأفضل من بقيّة التّفسيرات والتعليلات التي طالما سمعتها حتّى مجّتها أذناي ولم تقنعني قليلا ولا كثيرا.
_____________________
١) أنظر : سنن ابن ماجة ١ / ١٠٨ باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء.