تملكني العجب من هذا الحديث وتذكرت حديث صديقي عن أبي هريرة وقيمة أحاديثه ، لكني أسررتها في نفسي ولم أُبدِ ذلك له ، وتركت صديقي يعلّق بنفسه على الحديث حتّى أرى ما يقول فيه ، وبالتّالي ما يقول الشيعة حوله.
قال صديقي : لو أعملت عقلك وفكرك لعلمت تهاوي هذا الحديث الذي يرويه أبو هريرة الدوسي :
فأوّلا : هذا القول يعني أنّ الله أخطأ في تقديره لعرض وسعة جهنّم فيضطرّ لأن يضع فيها رجله حتّى تمتلأ.
وثانياً : الله يضرب بقوله في القرآن عرض الحائط. أليس هو القائل : ( فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) (١) الآية. فكيف يقول الله لأملأنّ جهنّم ثم يضطر بعد ذلك لوضع رجله فيها حتّى يملأ فراغاتها ؟!!
ثمّ لا نتحدث بعد عن رجل الله التي يريدنا أبو هريرة أن نتصوّرها كرجله المتشقّقة الحافية التي لم تحضن نعلاً إلاّ في أخريات عمره. ولعلّ أبا هريرة نسي أن يحدثنا عن رجل الله الأخرى ، هل تبقى معلّقة في الهواء أم يضعها الله تعالى في الجنّة لأنها كذلك عريضة واسعة رحبة.
قاطعت صديقي قائلا : لكن قد يكون القصد من رجل الله شيء مجازيّ كما ورد في القرآن عن يد الله وأعينه وغيرها ؟! وقد تكون الرجل هنا هو غضب الله حيث يرفس أهل النّار فيها رفْساً.
ضحك صديقي ضحكة عريضة ، وقال : إنّ الحديث من أساسه
_____________________
١) سورة ص : ٨٤ ـ ٨٥.