قلت : لماذا لم تخبرني بمسألة التقية إذن ؟ ها ، قل لابدّ أنك تخشى من الخوض فيها ؟!
أجاب صديقي : أوّلا : أنا لم تتوفر لي الفرصة لأُطلعك على المسألة ، وثانياً : أنت لم تسألني.
أقول لك أكثر من هذا ، ذات يوم جاءني الوالد مغضبا ، مقطّبا جبينه ، وقال لي : صرت شيوعيّاً ؟! فأجبته : إذا صرت شيوعيّا فلماذا أصلّي ؟! فبهت والدي ، ثم علمتُ فيما بعد أن أحد الّذين أعيتهم الحيلة في النقاش معي عمد إلى إخبار والدي بأنني شيعيّ ، ليوقع بيني وبين أبي فتنة ، لكن والدي تصوّر أنني أصبحت شيوعيّا واختلط عليه الأمر فهو لا يعرف الشيعة ككثيرين غيره.
ثم لماذا أخشى أن أتكلم معك بصراحة ؟! ولماذا أخشاك أنت بالذات ؟! هل لديك سيفاً مسلّطا على رقبتي ، أم هل نعيش في الدولة الفلانيّة التي يسود فيها الاعتقاد أن الشيعة فرقة يهودية أو مجوسيّة وأن للشيعة ذيولا وو ...
ثم صدقني لم أخفِ عنك أيّ شيء ، لأنني إن خدعتك اليوم فسيأتي اليوم الذي تكتشف فيه الحقيقة من غيري ، إن كانت هناك حقيقة أخرى.
قال صديقي ذلك بلهجة الواثق.
فقلت له : إذن أسألك لماذا تستعملون التقية ، وما هي التقيّة بالمعنى الدقيق ؟
أجاب صديقي : أحسنت ، الآن جئت إلى الصّواب ، ثم
واصل