استخدام آية آية ، وحسب ما أري ، واعتقد بأ نّها تعني كذلك ، وتوحي إلى هذا المعنى ، أو تدلّ على ذاك ».
ـ « إنه يخبرني عن أسباب النزول حتّى يجعلني أشك في أن القرآن هو كُلّه ما نزل إلاّ لأجل علي وأولاد علي .. ».
ـ « أجل إن كتبهم هي حتماً لتعج بمثل هذه الإفاضات .. ».
ـ « أية إفاضات يا هذا؟ ».
وعندها كأني كنت قد وقعت على أسباب تكدره ، وذلك عند أول لحظات رأيته فيها وهو حانق مغضب ، مغبر الطلعة ، قاتم اللون ، داكن البشرة ، مكظوم الهيبة ، معقود الحاجبين ، ساهم في فراغ ليس يعب منه حتّى ينصرف إلى إطراقة أُخرى يفرغ لها ، عندما يصير يبحر في أواذي موضوعها .. لحظتها توقفت عن الكلام ، وواخذت أدير الفوهة ، وأبعدها عن مجالنا كلانا ، لأتمكّن بعدها من سبر غور أعماق وباطن أفكار هذا الأخ العزيز ، والذي غام في الدخول في لحجج وعباب موج البحث ، متوغلاً ما بين طيات هذه القضايا ، مسترسلاً في الأبحار عبر تيار لا يكتنفه سوى غمار مثل هذه المسائل والابحاث .. تابعت كلامي من جديد ، وأنا أحاول أن أجلي غمام الحزن من أمام عينيه ، فقلت له :
ـ « أقول : دعك من كُلّ هذا ، وانصرف عن الخوض في هذه الأبحاث العقيمة. قل لهم لكم دينكم ولنا ديننا ، فأنتم في وادي ونحن كذلك في واد آخر. ولنكن أصحاباً ، ولتذهب كُلّ هذه الأسباب بعيداً عن محاوز مناقشاتنا وأوقاتنا التي نقضيها مع أصحابنا من الشيعة ، لتزهر علائقنا معهم وهي تنطق بأريجها تحت وقع نبضات الأفئدة المسلمة ، كُلّ منا يود الآخر ، ويهوى أن