ـ « الأصل في معنى ( الولاية ) على ما يظهر من تتبع موارد الاستعمال كلمات اللغويين هو القرب والدنو ، ويلازمه الاتصال والتأثير ، قد يقارنه التصرف والتدبير ، والمحبة والنصرة إلى غير ذلك ».
ـ « أين الاستدلالات؟ ».
ـ « قال في أساس البلاغة : وليه ولياً : دنا منه ، وأوليته : أدنيته ، وفي القاموس الولي : القرب والدنو ، والوليّ : اسم منه ، والمحب ، والصديق والنصير. قال الراغب : الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعداً ».
ـ « ليس بينهما ما ليس منهما ».
ـ « أجل ، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ، ومن حيث النسبة ، ومن حيث الدين ، ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد ».
ـ «؟!».
ـ « والذي يساعد عليه الاعتبار أن مادة الكلمة وضعت أوّل مرة للقرب الحسي الخاصّ ، ثُمّ توسع فيها فاستعملت في ما يشابهه من المعاني المعقولة ».
ـ « وكيف؟ ».
ـ « فإنّ الألفاظ إنّما وضعت تدريجاً لمسيس الحاجة إلى التفاهم حول ما يعرف الإنسان ».
ـ « معرفة الإنسان؟ ».
ـ « ولا ريب أنّ معرفة الإنسان بالأُمور المحسوسة إنّما حصلت قبل معرفته بالمعقولات. والقرب في غير المحسوسات قد يكون حقيقاً كقرب العلة من المعلول ، وقد كون اعتبارياً اعتبر لترتيب آثاره على ما هو الشأن في المفاهيم الاعتبارية ».