أرضه .. ونسوا وتناسوا أن كرامة الخليفة الرابع قد انتهكت .. وكيف أن حروب الردة أيام الخليفة الأول مسحت على كافة الخارجين على حكومة أبي بكر لون الاستكبار والعصيان بينما لا يمكننا أن نلاحظ مثل ذلك على الخوارج الذين خرجوا على حكومة الخليفة الرابع علي بن أبي طالب .. وما أكثرهم .. فهم الخوارج في حرب الجمل والخوارج في معركة صفين والخوارج في وقعة النهروان .. وإلاّ فإنّهم أجمع خوارج .. كما خرج المرتدين حسب الادعاء أيام أبي بكر ».
ـ « حسب الادعاء ».
ـ « أقول ذلك .. وستعلم في حينه أو لربما حملت إليك الأيام لوناً من ألوان العلم بذلك لأنّ بعض الذين أعلن عنهم كذلك أيام الخليفة أبي بكر .. كانوا قد أعلنوا أنهم لا يبايعون إلاّ من أقرت به آيات القرآن وصادر على ولايته وحكمه رسول اللّه .. وعليه .. فلقد أصبح أبو سفيان ».
ـ « انتظر ».
ـ « قلت لك ستأتيك الأيام بطائفة من معالم هذا الموضوع ، وذلك في وقت آخر .. ولو كنت قد حزت على بعضه ، فإنها ستأتيك بالمزيد منه لاحقاً .. وبذلك فلقد أصبح أبو سفيان ، بمقتضى تلك الأوضاع المقلوبة مسلماً صحابياً له مكانته ومناقبه ».
ـ « أسألك .. ما هو وضع عم الرسول وأبي علي الإيماني .. أبو طالب؟ ».
ـ « أبو طالب هو مؤمن قريش وناصر الإسلام الأول ، وحامي دعوته ومن بذل جهده لنصرة دعوة الحق ، وتفانيه بالدفاع عن محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بدافع العقيدة والعاطفة وموجات الحق ، تردد أناشيده وترسمها على لوحة الخلود :