ـ « أجل ، إنّهم يريدون أن يجعلوا لمعاوية حق وراثة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتولّي سلطانه ، وهو عدوّه الألدّ ، إنّهم يريدون أن يجعلوا من أبي سفيان شخصية إسلامية تتفانى في نصرة الدين ، وهو الذي لا يجهل أحد حاله ».
ـ « ربما يثير هذا الكلام البعض؟ ».
ـ « وأنت؟ ».
ـ « إنّما أنا باحث عن الحقيقة ، وليس لي أن أجرأ وأتعرض لما تقدمه لي لأني قد وصلت إلى مرحلة ، لا يسعدني أبداً النظر إلى الوراء! ».
ـ « ومن هذا وذاك فإن قبول مثل هذه الأُمور تحتاج إلى قوة تسيطر على العقل ، وتطفئ شعلته ، ولا يستبعد ما للمال من عوامل مؤثرة ، فهي في الواقع أقوى من السيف ، ولذلك أصبحت لتلك المفتريات أثرها ، وطالعها الخاص ، وإذا بمعاوية تحاك له أحاديث المدح ، فيصبح ( أمين هذه الأُمّة ) وخصماً لأمير المؤمنين على بن أبي طالب حتّى عد علي بن أبي طالب ذلك من أعظم مصائبه فقال : أنزلني الدهر حتّى قيل علي ومعاوية ».
ـ « علي بن أبي طالب قال ذلك؟ ».
ـ « أجل خليفة المسلمين الراشد وخليفتهم الرابع الذي لم يقم له المسلمين أيّما أهمية ، ولو سبّ أيّما خليفة من الخلفاء الثلاثة على المنابر كما سبّ وشتم علي بن أبي طالب لوقع الحابل بالنابل .. والآن حينما يتم التعرض لتاريخ معاوية وأنه قد أجرى سنة سبّ وشتم الخليفة الراشد الرابع. لم يكن من أحد أن يحرك ساكناً ولا حتّى قلماً أو مبضع فكر يجس في خلاله منطق الضمير الإسلامي ، ويحرك عبره سكنات الحس الإنساني .. بل يمكن أن يصبح الحديث عن معاوية والتطرق إليه ، يلحق السوء بمبادئ الإسلام وشرف وعزة الحكم الالهي في