العلمية أكثر فأكثر! بل كان لهم أن يزدادوا لجاجة وعناداً ، وتراهم كُلّ يوم على مزاج ورأي خاصين.
فقلت له بعدئذ ، وأنا أجد بأنه من اللازم على شخص مثلي يتعامل مع شخص من مثل نبيل ، أن يعرض عليه ما يلزم عرضه ويبرّئ ساحة الآخرين من إيّما تهمة هو يحمل الدلائل والمستندات على نفيها وإبعادها عنهم خدمة للحقيقة ، فكيف والتهمة كان لها أن تنسب إلى شيعة علي بن أبي طالب :
ـ « إنّهم لا يحملون أيّما تعصب ، وإن وجد فيهم من يحمل نزعات تقليدية فإنّه لا يحسب عليهم ، لأ نّه لا يمكن أن يقاس التشيع بالشيعة أنفسهم ، لأن الشيعة فيهم الصالح وفيهم الطالح ».
ـ « ولكن فيهم الغلاة وفيهم الغلو! ».
وعندها قلت له :
ـ « إن أعظم شيء على الشيعة هو حمل فرق الغلاة عليهم واضافتها إليهم ، وأستطيع أن أثبت بأن تلك الفرق الضالة قد آزرتهم السياسة ، وسهلت لهم الطرق ليصلوا إلى غايات في نفوسهم من الوقيعة في الشيعة ، والحط من كرامة أهل البيت ، إذ كانوا لا يستطيعون أن ينالوا من عقائدهم أو ينقصوهم بشيء ، والأمر واضح كُلّ الوضوح ».
ـ « كيف هو وقد أصبح واضح كُلّ الوضوح ، وأنا أشعر أنّهم يسعون لاضفاء مسحة من الألوهية على أئمتهم؟! ».
ـ « إن مذهب أهل البيت لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وتعاليمهم هي المحور الذي يدور عليها نظام الإسلام فكان دخول الغلاة في صفوف الشيعة حركة سياسية أوجدتها عوامل لإثارة الفتنة من جهة ، والفتك