ـ « وربما اعتذر عن سكوته وعدم مطالبته ـ في تلك الحالة ـ بحقه فيقول : لا يعاب المرء بتأخير حقه ، إنّما يعاب من أخذ ما ليس له ».
ـ « أين وردت له هذا الكلام؟ ».
ـ « هذه الكلمة من كلمه القصير الخارج في غرضه الشريف وهي في نهج البلاغة ، فراجع ما ذكره علامة المعتزلة في شرحها ص ٣٢٤ من المجلد الرابع من شرح النهج ».
ـ « وهل كان له طرق خاصّة في نشر النصوص؟ ».
ـ « نعم! فلقد كان له في نشر النصوص الدالة عليه ، طرق تجلت الحكمة فيها بأجلى المظاهر ».
ـ « هل يمكنك أن تستشهد لي بواحدة منها؟ ».
ـ « إلاّ تراه ما فعل يوم الرحبة إذ جمع الناس فيها أيام خلافته لذكرى يوم الغدير؟ فقال لهم : أنشدكم اللّه كُلّ امرئ مسلم سمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم ما قال ، إلاّ قام فشهد بما سمع ، ولا يقم إلاّ من رآه ، فقام ثلاثون من الصحابة فيهم اثنا عشر بدرياً ، فشهدوا بما سمعوه من نص الغدير ».
ثُمّ أضفت الكلام :
ـ « وهذا غاية ما كان يتسنى له في تلك الظروف الحرجة ».
ـ « وكم قال : اللهم انّي أستعينك على قريش ومن أعانهم ، فإنهم قطعوا رحمي ، وصغروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي ، ثُمّ قالوا : إلاّ إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تتركه ».
ـ « وكان قد قال له قائل ، كما في الخطبة ١٦٧ أيضاً : إنك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص؟! فقال : بل انتم واللّه لا حرص ، وإنّما طلبت حقّاً لي ،