أطالب القوم بالإيمان به ، أنّي من حيث أشعر ولا أشعر ، كنت أُهيب بكُلّ من حولي أن يحمل ما يحمله الشيعي .. وما كنت أظنه يحمل مثل ذلك ».
ـ « كشخص لم تتعامل معه من قبل ، إلاّ أنّك دائماً تصادفه في الطريق ، ومن دون أن يحصل أيّما تماس لغوي بينكما .. إلاّ أنّك كنت تحمل عنه صورة وانعكاساً قبيحاً حتّى إذا ما تعرفت إليه وجدته على عكس ما تخيلته وبالضبط. وبالطبع ، لا تنسى .. فإنّ لمثل هذا أن يكون بمعزل عن القاعدة التي يمكن أن يلوح مفادها كذلك : فما تآلف من القلوب في عالم الخلق الأوّل تآلف في عالم الخليقة ، وما تنافر منها ثمة تنافر كذلك في الدنيا ».
بينما شرع يتابع الحديث ، وبمطلق إرادته ، وكأ نّه قد أصر على أن يربح جولة يسائله اللّه عن نتائجها فيما بعد :
ـ « لقد قيل : إنّ ظاهر المراد من قوله : ( وكذلك .. ). ( أقصد : الواردة في آية الشهادة ) أنّه تحويل القبلة لغاية الهداية إلى صراط مستقيم .. فجعلناكم أُمّة وسطاً ، لتحقق الشهادة. لكن لا يبعد أن تكون الواو هنا للاستئناف ، وأن تكون ( كذلك ) : كلمة يراد بها تثبيت الخبر على عكس ما تفيده لفظة : كلا ».
ـ « لا بدّ أنّك قد درست علوم اللغة ».
ـ « ليس بالضرورة أن أشغل عمري بها ، إلاّ أنّي أعتبرها ضرورة لازمة بالفعل ، حتّى إنّه وحين يئين لك أن تطالع أبحاثاً في كتب المفسرين التي لا تقوم أوّل ما تقوم إلاّ على فهم اللغة فهماً دقيقاً ، والإمعان في ألفاظها حتّى يتحقق غرضهم في إنشاء تفاسيرهم الصحيحة ، ولا يختلط عليهم ميدان العمل بمفردات الآيات » ..
ـ « والوسط ماذا تعني؟ ».