ـ « مثلاً؟! ».
ـ « روى البخاري في صحيحه من الجزء السادس ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : يدعى نوح عليهالسلام يوم القيامة ، فيقول : لبيك وسعديك يا رب. فيقول : هل بلغت؟ فيقول : نعم. فيقال لأُمته : هل بلغكم؟ فيقولون : ما أتانا من نذير. فيقول : من يشهد لك؟ فيقول : محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمته. فيشهدون أنّه قد بلغ ( وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) ، فذلك قوله : ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ). والوسط : العدل ».
فقلت له :
ـ « ائتني بمصدر آخر ».
ـ « وفي الكشّاف : روي أنّ الأُمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء ، فيطالب اللّه الأنبياء بالبيّنة. ويقرب منه ما في الدر المنثور ، وروح المعاني ، ومجمع البيان ».
عندها شعرت باحساس يوحي إليّ بأن اللّه ما كان قد عنى بالمسلمين خاصّة إلاّ آل محمّد من الأئمة المعصومين ، لأ نّهم هم شهداء اللّه عزّ وجلّ على خلقه .. كنت قد أحسست بأحدهم ينثر مثل تلك المفردات على وجهي ، كما يرش الماء على مَن أُغمي وغشي عليه ، وفقد حالة الانتباه حتّى غاب عن الوعي والادراك ، وذلك كيما يعود إليه رشده ، ويصحو ويفهم ما يدور حوله! غير أنّي لم أتبين من كان؟ فإنّ من يوفد بمهمة ، فإنّه هو الذي يقدم تقاريره في آخر العملية إلى مسؤوليه. وما كان الموفد اليهم بالذين يرفعون إلى مسؤوليه بالتقارير النهائية .. بالرغم من أنّ لهؤلاء دور ما يمكن أن يلعبوه في الشهادة كذلك .. ولكن خاصّة فإنّي كنت لحظتها قد شعرت أنّها كانت قد اختصت