ثالثاً : الآية الكريمة في سورة الحديد : ( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (١) ، ( هي مولاكم ) يفسرون الكلمة بـ ( هي أولى بكم ) (٢).
رابعاً : الأشعار العربية الفصيحة ، وكلمات اللغويين تدلّ أنّه لا فرق بين لفظ ( مولاه ) ( ووليّه ) كما في تاج العروس ما هذا نصّه : ( الولي ) الذي يلي عليك أمرك ، وهما بمعنى واحد ، ومنه الحديث : ( أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ) ، ورواه بعضهم : بغير إذن وليّها وروى ابن سلام عن يونس : ( أنّ المولي ، في الدين هو الولى وذلك قوله تعالى : ( ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم ) ، أي : لا وليّ لهم ، ومنه الحديث : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أي : من كنت وليّه ) (٣).
خامساً : كثيراً ما كرر رسول الله صلىاللهعليهوآله الولاية للإمام علي عليهالسلام ، مثل : ( أنت ولي كلّ مؤمن بعدي ) ، ( إنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ) ، ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، وغيرها مما سنسردها في محلّها إن شاء الله تعالى.
سادساً : لقد خاطب النبي صلىاللهعليهوآله الناس بأنّه أولى بهم من أنفسهم ، وجعل هذه الولاية لعلي عليهالسلام بدون استثناء شيء من تلك الولاية ، فلو كان هناك استثناء لوضّحها صلىاللهعليهوآله لأنّه يعلم بولايته المطلقة للناس ولكنّه لم يستثني شيئاً منها ، بل سأل الناس هل هو أولى بهم من أنفسهم؟ فلمّا قالوا : نعم ، أثبت لهم أنّ علي مولى لمن والاه بدون استثناء شيء من معاني الولاية المطلقة للنبي صلىاللهعليهوآله.
__________________
١ ـ سورة الحديد (٥٧) : ١٥.
٢ ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٧ : ٢٥٩.
٣ ـ تاج العروس ٢٠ : ٣١١.