ونقول للأستاذ : إنّ والدنا قال لنا إنّه حارب الإمام عليّاً عليهالسلام ، وقتل الإمام الحسن عليهالسلام ، ونحو ذلك كثير.
ولشدّة حبيّ للعلم وميلي لأهل العلم والأخلاق ومجالسهم كنت أحضر لاستمع محاضرات أستاذة وهابية بجوار منزلنا ، وأقول لنفسي : أنا آخذ منها الكلم الطيّب ، وأترك الخبيث ، وكنت أُلاحظ في محاضراتها أشياء كثيرة ، مثلاً : تريد أنّ تمدح عائشة ، فتذكر غيرتها من بقية نساء النبي صلىاللهعليهوآله ، وتآمرها عليهن ، ونحو ذلك مما تريد به المدح ، وهو في الواقع ذمّ ، وكانت تعلّم الصلاة والأحكام على الطريقة الوهابية ، وتتكلّم عن الصحابة ، ومرّة تريد تمدح عمر فتضحّي بأبي بكر ، وكذا العكس ، وهكذا.
فمن فكّر في كلامهم وجد فيه التخبّط والتناقض الكثير ، فكنت أقف ضدّها لأجل أنّ أنبّه الأخوات على خطئها ، ولكن للأسف لم يكن عندي علم لأُناقشها به إنّما حبّي لأهل البيت عليهمالسلام ، وكره أعدائهم ، وبعض المعلومات البسيطة حول تخبّطهم قد غرسها الوالد ـ حفظه الله تعالى ـ في قلبي ، ولكن لم يكن كافياً للرد على الشبهات ونحوها ، فقلت في نفسي : وإن كنت واثقة من نفسي أنّني لن أتأثّر بها فسوف يتأثّر بها غيري ، فلابدّ من حلّ ، فأرسلت إلى أحد معلّمي الدين في المذهب الزيدي في منطقتنا ، والحمد لله فقد استجاب ذلك المعلّم الديني لدعوتنا ، وأتى إلى منزلنا ، وأبدى استعداده لتدريسنا ، فحدّدنا موعداً للدراسة ، وبالطبع بدأنا الدراسة بكلّ همّة وجدّية ، ولقد أحببت الدراسة من أعماق قلبي ، ولشدّة حبّي لها صرت محل ثقة عند ذلك الأستاذ ، فما مرّت سنة كاملة حتّى طلب منّي ومن أختي وإحدى زميلاتي أنّ نساعده في تدريس بعض المسائل العقائدية وغيرها ، كالطهارة والصلاة والتجويد ، فكنّا نجدول وقتنا معه