بينهما ممكن لأنّهما متحدّان في الولاء لأصحاب الكساء.
ومن المواقف التي حرّكت تفكيري ، أنّني ذات يوم كنت في الدرس فسألت أحد كبار الزيدية حول أهل البيت عليهمالسلام ، وذكرت أنّني من شيعتهم عليهمالسلام ، فقال لي : أنتم أهل البيت ، أنتم أشراف (١) ، ونحن شيعتكم. فتعجّبت وتساءلت : أنحن الأمان لأهل الأرض؟! أنحن السفينة؟! أنحن ..؟!
ومرّة كنّا في مجلس عزاء فتطرّقت للآية ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (٢) ، فقالت إحدى الأخوات الداعيات من الحركة الزيدية : نعم ، اسألوا أهل الذكر ، هذه هي أهل الذكر ( تقصدني ). لقد هزّني ذلك ، إذ لم يكن العلماء أهلاً لذلك ، فكيف بي؟! ـ لأنّ مشكلة الزيدية الخلط بين مفهوم السيّد ومفهوم أهل البيت ـ فبقيت متحيّرة لم أجد من أُناقشه في ذلك لتذهب تلك الحيرة.
المهمّ أنّني وبعد أربع سنوات من دراستي وتدريسي في تلك الفترة ، تقدّم لخطبتي أحد أقاربي ، وقد شاع الخبر أنّه جعفري ، وترقّبت الفرصة في أيام الانتخابات ـ إذ كان يأتي لأخذ بعض التقارير لصالح حزب الحقّ الزيدي ، وكنّا نعمل لصالح ذلك الحزب ؛ لأنّه أقرب حزب لمنهج أهل البيت عليهمالسلام ـ فسألته : سمعت أنّك لم تعد زيدياً؟ فقال : بلى ، أنا زيدي ، وأكّد لي ذلك بعد سؤالي وتكراري ، فأثبت لي أنّه زيدي.
وبعد فترة تزوّجنا في ١٢ ذي الحجة ١٤١٨ هـ الموافق ٦ / ٤ / ١٩٩٨ م ، وبعد خمسة أشهر سافرنا إلى إيران الإسلامية تلك الدولة التي طالما حدّثني
__________________
١ ـ في محافظتنا يقال للسيّد ( ( شريف ) ).
٢ ـ النحل : ٤٣.