إِخْوَةٌ ... ) (١).
وبعد وصولي إلى إيران بشهر تقريباً اكتشفت أنّ زوجي جعفري المذهب ، وكان يشير لي تدريجياً حتّى صرّح لي بذلك ، وكانت طامة كبرى ، وصدمة عظيمة ، وخاصمته كثيراً ، وقلت : لماذا أخبرتني أنّك زيدي؟! فقال : أنا لم أكذب ، إنّني أعتقد أنّ من يسمّون أنفسهم زيدية الأتباع الحقيقيين لزيد رضوان الله عليه ، فما انتسابهم إليه إلّا لأنّه يقول بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والعدل ، والتوحيد ، وأنّ زيداً إمام جهاد ، وعالم من ذرية العترة ، وغير معصوم ، ونحن الجعفرية نقول بذلك ، فنحن زيدية ، أو بالأصح زيدي جعفري ؛ إذ إنّه تعلّم عن يد أبيه وأخيه الإمام الباقر عليهالسلام ، وما يعتقده الجعفرية هو ما يعتقده زيد وأخوه الإمام الباقر عليهالسلام ، فنحن أولى به منهم ، إذ هو لم يخالف الباقر والصادق عليهماالسلام ، بينما الزيدية لم يأخذوا عن زيد رضوان الله عليه إلّا القليل من الفروع ، وأمّا الأصول فلا يجوز التقليد فيها ، إذ الإمام عندهم مجتهد يجوز الأخذ برأيه وتركه ، فليس تقليده واجباً لا في الأصول ولا في الفروع ، وهذا ما أقصده من كوني زيدياً.
ومع هذا فقد خاصمته بعد ذلك لمدّة شهر تقريباً ، وأصررت على أنّ يرجعني إلى أهلي ، ولكنه تعامل معي بكلّ صبر وتأنٍ وحلم وعقل وهدوء مقابل انفعالي وإصراري ، وأكّد لي أنّه لم يتّبع المذهب الجعفري إلّا لأدلّة وجدها أقنعته ، وحلف لي إذا رددت عليه بأدلّة ثابتة صحيحة فسيرجع إلى المذهب الزيدي ، فصرت على أمل أنّ أرجعه إلى الزيدية لأنّي عرفت أنّه جادّ في كلامه ، وهو
__________________
١ ـ الحجرات : ١٠.