السنة ، بل وردت أحاديث تذكرهم بصفاتهم وأسمائهم (١).
ونحن قبل أن نناقش مسألة أنّه هل يمكن أن يأخذ الإمام منصب الإمامة في الصغر أم لا؟ لابدّ أن نثبت أنّ الإمامة منصب إلهي كالنبوّة ، فإذا اقتنع المخالف بذلك ، فسنقول له كذلك أوتي يحيى وعيسى الحكم والنبوّة في صغرهما كما بيّن ذلك القرآن الكريم (٢) ، واذا لم يقتنع بذلك فلا داعي للمناقشة في مسألة متفرّعة على الإيمان بذلك الأصل.
وقد أثبت المحققون والمؤلّفون الشيعة بأدلّة كافية أنّ ولاية أهل البيت عليهمالسلام منصب إلهي وأمر سماوي لاسلطة للبشر فيه ، وهم الأئمة الاثنى عشر عليهمالسلام.
وقلنا إنّ الأئمة عليهمالسلام حوصروا من قبل الحكّام كالإمام الهادي عليهالسلام وشهد بذلك المؤرّخون من أبناء السنّة كالخطيب في تاريخه قال : ( أشخصه جعفر المتوكل من مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى بغداد ، ثمّ إلى سرّ من رأى ، فقدمها وأقام فيها عشرين سنة وتسعة اشهر ولذا عرف بالعسكري ) (٣).
ورغم كلّ ذلك فقد بزغ نور النبوّة ولو كره الكارهون ، وشهد أعلام أهل السنة بذلك ، واعترفوا بفقهه وعبادته وزهده ، قال اليافعي : ( كان الإمام علي الهادي متعبّداً فقيهاً إماماً ).
__________________
١ ـ راجع كتابي ( ( وعرفت من هم أهل البيت عليهمالسلام ) ) فإنّي قد أوردت ما فيه الكفاية حول الأئمة الاثنى عشر عليهمالسلام.
٢ ـ ( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً ) مريم : ١٢. ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً).مريم : ٢٩.
٣ ـ تاريخ بغداد ج ١٢ / ٥٦ مرآة الجنان ٢١١٩ ـ.