فلمّا أن خرجا ، خرجت أنا وأنت فقلت له : يا رسول الله من كنت مستخلفاً عليهم؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : خاصف النعل ، قال : فنظرت إلى علي بن أبي طالب فقلت : يا رسول الله ما أرى إلّا علي بن أبي طالب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هو ذاك. أتذكرين هذا؟ قالت : نعم.
قالت : ويوم جمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أزواجه عند موته ، فقال : يا نسائي ، اتّقين الله وقرن في بيوتكن ولا يستفزنكن أحد. أتذكرين هذا؟ قالت : نعم.
فخرجت من عندها وقد ضعفت عزيمتها ، وفترت عن الخروج ، وأمرت مناديها فنادى بمكة : ألا إنّ أم المؤمنين قد بدا لها من الخروج. فاجتمع عليها طلحة والزبير ، ومروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير ، فقلبوا رأيها وموهوا الأمور عليها ، واستغلطوها واستغفلوها ... ) (١).
( ... فلمّا سمع الناس قول عمار بن ياسر عرجوا عن أبي موسى وقالوا : يا أبا اليقظان ، إنّك كنت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمكان الذي تعلم ، فنسألك بحقّ الله وحقّ رسوله هل سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يذكر هذه الفتنة؟ فقال عمار : أشهد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمرنا بقتال الناكثين والقاسطين ، وأمرنا بقتال المارقين من أهل النهروان بالطرقات ، وسمعنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : علي مع الحق والحق مع علي لا يفترقان حتّى يردا علي الحوض يوم القيامة. فقبل الناس قول عمار بن ياسر واستجابوا له (٢).
__________________
١ ـ المعيار والموازنة : ٢٧.
٢ ـ المعيار والموازنة : ١١٩.