وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) (١) نعم ، لابدّ أنّ أعلن الحقّ ولا أخشى إلّا الله تعالى ، ولعلّ الله يهديهم ، فيصلوا للحقّ كما وصلت إليه ، وكاتم الحق شيطان أخرس.
نعم ، قد يقال : إنّ في كلّ مذهب نقاط ضعف لو جمعت لوجدت كثيرة ، والجواب : نعم ، هذا صحيح ، ولكن الفرق بين المذهب الشيعي الإمامي وغيره : أنّ الإمامية لا يختلفون في عدد الأئمة ، والقول بعصمتهم ، ووجوب امتثال أمرهم ، ولا يختلف أئمتهم في رأي أبداً ، فإذا وُجدَتْ روايتان مختلفتان فحتماً هناك مشكلة في السند أو في الدلالة أنّهم عليهمالسلام اختلفوا بالفعل ، وأمّا ما يحصل من اختلاف بين مراجع الشيعة فهو بسبب أنّ أحدهم مثلاً يرى أنّ الحديث يدلّ على مفهوم معـيّن ، والآخر يراه يدلّ على غير ذلك المفهوم ، أو تثبت لأحدهم رواية ، والآخر لم تثبت له تلك الرّواية عن المعصوم ، وأمّا إذا ثبتت فلا يخالفها المرجع أبداً ؛ لأنّه مجتهد في الروايات عن المعصوم ، وليس مجتهداً برأيه مقابل رأي المعصوم ؛ لأنّهم لا يعتقدون أنّ الإمام عليهالسلام مجتهد يخطأ ويصيب ، إنّما هم سفينة النجاة وباب علم الرسول صلىاللهعليهوآله و ...
وأمّا باقي المذاهب الأخرى التي ترى عدالة الصحابة جميعاً فالاختلاف بين نفس الصحابة وليس فقط بين علمائهم ، فالفرق كبير وشاسع بينهم.
__________________
١ ـ الأحزاب (٣٣) : ٣٧.