العجب العجاب (١) ، فهل يقال إنّ عائشة وحفصة من أهل الكساء المطهّرين من الرجس تطهيراً بعدما أثبتنا كلّ هذه عنهما؟! وبعد إثبات عدم اجازة الرسول لأحد حتّى أم سلمة سلام الله عليها التي روت القصّة ، والآية نزلت في بيتها ولم تقل آيات ، يعني : أنّها ليست آيات ، بل آية فقط ، ولم يجيز لها صلىاللهعليهوآله أن تدخل معهم تحت الكساء ؛ لأنّه يعلم الهدف الذي لأجله أدخلهم تحت الكساء ؛ ذلك ولأجل أن لا يكون معهم غيرهم ، حتّى لا تثبت هذه الفضيلة العظيمة لغير الداخلين تحت الكساء.
إذن ثبت أنّ الآية إنّما وضعت في سياق آيات نساء النبي صلىاللهعليهوآله حسب ترتيب القرآن الكريم ، ولكنها نزلت وحدها كما تكرر عن أم سلمة ( رضي الله عنها ) ، ( نزلت الآية في بيتي ) كما في مسند أحمد وغيره ، ولم تقل : الآيات ، فهي ليست في سياق الآيات عند النزول ، وإنّما وضعت في سياقها في الترتيب ، كما في الروايات التي ذكرنا أنّها نزلت وحدها في الخمسة أهل الكساء صلوات الله عليهم أجمعين ، ولم يجز الرسول لأم سلمة الدخول معهم ، وللآية قرائن كثيرة تدلّ على عصمة الخمسة أهل الكساء عليهمالسلام ، منها : ما بيّناه ومنها : ما سنبينه إن شاء الله تعالى.
٦ ـ ما روي عن سعد بن أبي وقاص : ( أنّ معاويه أمر سعداً فقال : ما
__________________
١ ـ صحيح مسلم ج ٤ص ٢١٦٨ تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي ، ومسند أحمد ج ٦ص ١١١ ـ ١١٥ ، وصحيح النسائي ، باب الغيرة ط مصر ، والموطاء لمالك ، كتاب صلاة الليل ، باب ما جاء في صلاة الليل ، وسنن ابن ماجه ج ١ص ١٩٩ ، كتاب الطهارة ، باب وجوب الغسل ، وسنن الدارقطني ، باب القبلة ، ومسند الإمام الشافعي ص ٩٣ ط الهند ، وسنن أبي داود ج ١ ص ٧٢٦ ، ط دار الجنان ، بيروت ، والسنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٢٣٣و٢٣٤ ، وسنن الدارمي ج ١ص ١٩٧ ، باب المباشرة للصائم.