الكتاب ـ عليهم.
إذن لابدّ أن نبحث عن من يمكن عقلاً ونقلاً أن يكون مصداقاً للآيات والروايات التي توجب معرفة أهل البيت عليهمالسلام ، فآل عباس وآل عقيل وآل علي لا يمكن أن يكونوا كلّهم أهل البيت بالمعنى الشرعي والمقصود النبوي ؛ لأنّه حصل بينهم الحروب والاختلافات ، ولا زالت بين ذريّاتهم حتّى بين ذرّية الحسنين عليهماالسلام ، فمنهم وهابي وزيدي وجعفري ، بل وكافر وفاسق و ...
إذن علينا أن نبحث بأمانة علمية في التاريخ ، ونحقق بكلّ إنصاف لنعرف من هم أهل البيت المطهّرين وقرناء القرآن ، وسفينة النجاة ، وأولي الأمر ...
ولهم معنى خاص وشرعي وهو : من خصّهم المشرع الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله بالدخول تحت الكساء ، ومن وصفهم بأنّهم رزقوا علمه وفهمه ، والذين أجر الرسالة هي مودّتهم ، والذين هم سفينة النجاة ، وأُمناء أهل الأرض ، والثقل الثاني و ... (١).
قال الفخر الرازي في تفسيره : وأنا أقول : آل محمّد صلّى الله عليه وآله هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكلّ من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أنّ فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلّق بينهم وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أنّ يكونوا هم الآل (٢).
__________________
١ ـ راجع كتابي « وعرفت من هم أهل البيت » ففيه الكثير من الروايات في الأئمة الاثنى عشر عليهمالسلام.
٢ ـ تفسير الفخر الرازي ٢٧ : ١٦٦.