أنّه من عادتهما التكذيب لكلّ ما أورده أهل الحديث حتّى من أسلافهما ، فلا أدري من أيّ فرقة هما؟! وهذا افتراء منهما ، اذ لم يصرّح أحد بأنّ الآية مكّية ، ودعوى كون جميع سورة الشورى مكّية تكذّبها نصوص القرطبي في تفسيره ، والنيسابوري في تفسيره ، والخازن في تفسيره ، والشوكاني في ( فتح القدير ) وغيرهم عن ابن عباس وقتادة ، على أنّها مكّية إلّا أربع آيات أوّلها : ( قل لا أسألكم عليه أجراً ) (١).
إذن بعد قراءة الأدلة وإرجاع بعضها إلى بعض من آية الإنذار إلى التطهير إلى القربى والى ما سيأتي يثبت إن شاء الله تعالى من هم أهل البيت عليهمالسلام ، وما هو تكليف كلّ مكلّف نحوهم ، وكنت قد بحثت بحثاً خاصّاً بعنوان ( وعرفت من هم أهل البيت ) وبيّنت فيه كيف عرفت من هم أهل البيت المطهّرين المعصومين ، وبحثته من كتب الزيدية والسنة ، والكتاب مطبوع بحمد الله ، وليكن الكتابان كتكملة لبعضهما ، إلّا أنّي هنا أبحث بشكل أعم وأوسع كما مرّ ، وأضيف فاقول :
أهل البيت لهم معنى عام أو معنى لغوي أو معنى عرفي : وهو : كلّ من حرّمت عليهم الزكاة ، وهم آل عقيل وآل عباس وآل علي ، وهؤلاء لا يمكن أن نطبّق ماجاء في أهل البيت ـ من أنّهم سفينة النجاة والثقل الثاني كما في حديث الثقلين ، ومن رزقوا علم وفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومن أمر كلّ مسلم بالأخذ عنهم وإطاعتهم كما في آية أولي الأمر ، وغير ذلك من الأدلّة التي هي محور هذا
__________________
١ ـ تفسير القرطبي : ١٦ ص ١ ، وتفسيرالنيسابوري ، وتفسيرالخازن ص ٤٩ ، والشوكاني في فتح القديرج ٤ ص ٥١.