ويمر يده على رأسه فيقول : يا نار كوني برداً وسلاماً على عمار ، كما كنت على إبراهيم ، تقتلك الفئة الباغية.
وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن هنى مولى عمر بن الخطاب قال : كنت أوّل شيء مع معاوية على علي ، فكان أصحاب معاوية يقولون : لا والله لا نقتل عماراً أبداً إن قتلناه فنحن كما يقولون [ أي : الفئة الباغية ] ، فلمّا كان يوم صفين ذهبت أنظر في القتلى ، فإذا عمار بن ياسر مقتول ، فقال هني : فجئت إلى عمرو بن العاص وهو على سريره ، فقلت : أبا عبد الله ، قال : ما تشاء ، قلت : انظر أكلّمك ، فقام إليّ ، فقلت : عمار بن ياسر ما سمعت فيه؟ فقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : تقتلك الفئة الباغية ، فقلت هوذا والله مقتول ، فقال : هذا باطل ، فقلت : بصر عيني به مقتول ، قال : فانطلق فأرنيه ، فذهبت به فأوقفته عليه ، فساعة رآه امتقع لونه ، ثمّ أعرض في شق ، وقال : إنّما قتله الذي خرج به (١).
نعم ، إنّ من مشى على سنّة معاوية سيأتي يوماً يتمنى فيه أنّه بعرة تدوسها
__________________
١ ـ تاريخ الخطيب ١٢ ص ٢٦٨ ، مسند أحمد ١ ص ٢٣٠ ، الاستيعاب ٢ ص ٤٦٠ ، كنز العمال ٦ ص ٣٩١ ، المحاسن والمساوي ١ ص ٣١ ، مناقب أحمد ، الرياض النضرة ٢ ص ١٦٨ ، تذكرة السبط ١٤ ، مجمع الزوائد ٩ ص ١١١ ، مناقب الخوارزمي ٨٧ ، شمس الأخبار ص ٣٥ عن مناقب الفقيه ابن المغازلي ، فيض القدير ٤ ص ٣٥٥ ، مصباح الظلام ٢ ص ٥٦ نقلاً عن الطبراني ، الصواعق ٧٥ ، السيوطي في الجامع الكبير ٦ ص ٤٠٤ ، كفاية الطالب ص ٨٢ ، السنن الكبرى ٢ ص ٤٤٦ ، شرح ابن أبي الحديد : ٣٦١ ، تاريخ الطبري ٦ : ١٦٤ وص ١٣٢ ، العقد الفريد ٢ ص ٣٠٠.
وذكر الأبيات ابن أبي الحديد في شرحه ج ١ ص ٣٥٦ ، طبقات ابن سعد ٣ / ١٨٠ ـ ١٨٧. نصر بن مزاحم المنقري في وقعة صفين ، البداية والنهاية ٧ / ٢٩١ ـ ٢٩٧ ، تاريخ الطبري ٥ / ٣٨ ـ ٤٢ ، أسد الغابة ٤ / ١٣٣ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ ، الطبقات الكبرى ٣٣ / ١٧٧.