صلّى الله عليه وآله فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ) (١).
يفضلّهم عليه عليهالسلام وقد فرّوا في أكثر من غزوة ، ولم ينقل التاريخ أنّهم قتلوا ولا واحداً في سبيل الله تعالى قال ابن تيمية : ( وكذلك سائر المشهورين بالقتال من الصحابة ، كعمر والزبير وحمزة والمقداد وأبي طلحة والبراء بن مالك وغيرهم ، ما منهم من أحد إلّا قتل بسيفه طائفة من الكفار ).
فإذا سئل ابن تيمية : أين الطائفة؟
يقول في الجواب : ( القتل قد يكون باليد كما فعل علي وقد يكون بالدعاء .. ، القتال يكون بالدعاء كما يكون باليد ).
فابن تيمية يعترف أنّ عمر لم يقتل إلّا بالدعاء الذي هو سلاح العجائز والضعفاء في الجهاد!! أمّا الشجاع فهو يدعو الله تعالى بالتوفيق والنصر ويقدم للمعركة.
وأمّا إذا سئل عن شجاعة أبي بكر ، يقول في الجواب : ( إذا كانت الشجاعة المطلوبة من الأئمة شجاعة القلب ، فلا ريب أنّ أبا بكر كان أشجع من عمر ، وعمر أشجع من عثمان وعلي وطلحة والزبير ، وكان يوم بدر مع النبي في العريش ) (٢).
إذن يجيب ابن تيمية أنّ عمر قاتل بالدعاء ، وأبا بكر شجاع بقوّة القلب.
ثمّ لو كانا واجدان لقوّة القلب ـ كما يقول ابن تيميّة ـ فلماذا فرّا؟ لا ريب في أنّهما قد فرّا في أُحد ، وقد روى الخبر أئمّة القوم : منهم :
__________________
١ ـ المستدرك على الصحيحين ٢ : ١٤٣.
٢ ـ منهاج السنة ٤ / ٤٨٢ ، ٨ : ٧٩.