بالإنذار أوّل وصية ، وأحببت أن أختم بحديث الثقلين الذي هو آخر وصية ( ائتوني بدواة وقلم ) ، ولو أنّه كُرر في أكثر من موقف إلّا أنّه آخر وصية للنبي لأُمّته هو التمسّك بالثقلين ، وقد ورد في الحديث لفظ ( التمسك ) و( الأخذ ) و( الاعتصام ) ، ومعنى التمسّك هنا هو الاتّباع ، وحديث الثقلين ورد بلفظ الخليفتين أيضاً ، كما في المسند (١) وغيره.
ولفظ ( التمسّك ) ولفظ ( الأخذ ) ولفظ ( الاتبّاع ) و( الاعتصام ) ونحو ذلك يدلّ على الإمامة والخلافة ووجوب الاتّباع والانقياد والإطاعة.
يقول المنّاوي : في هذا الحديث تصريح بأنّهما ـ أي : القرآن والعترة ـ كتوأمين خلّفهما وأوصى أمّته بحسن معاملتهما ، وإيثار حقّهما على أنفسهم ، والاستمساك بهما في الدين (٢).
ويقول القاري في شرح الحديث : معنى التمسّك بالعترة محبّتهم ، والاهتداء بهداهم وسيرتهم (٣).
ويقول الزرقاني المالكي : وأكّد تلك الوصيّة وقوّاها بقوله : فانظروا بم تخلّفوني فيهما بعد وفاتي ، هل تتبعونهما فتسّروني أو لا فتسيئوني (٤).
ويقول ابن حجر المكي : حثّ ( صلىاللهعليهوسلم ) على الاقتداء والتمسّك بهم والتعلّم منهم (٥).
__________________
١ ـ مسند أحمد ٥ : ١٨٢ ، ١٨٩.
٢ ـ فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٣ : ١٥.
٣ ـ المرقاة من شرح المشكاة ٥ : ٦٠٠.
٤ ـ شرح المواهب اللدنية ٧ : ٥.
٥ ـ الصواعق المحرقة ٢ : ٤٤٢.