فهذا يعني بعد عثمان!
نقول : إنّ مفاد حديث الغدير أنّ علياً أولى بعثمان من نفسه ؛ لأنّ عمر ممن هنّأه بالولاية على كلّ مؤمن ومؤمنة (١) ، والروايات تقول : من بعدي ، لا من بعد الثالث.
٣ ـ قال بعضهم : نعم ، إنّ حديث الغدير يدلّ على إمامة علي ، لكن الإمامة تنقسم إلى قسمين ، هناك إمامة باطنية هي الإمامة في عرف المتصوّفة ، فعلي إمام المسلمين بعد رسول الله بلا فصل ، لكن هو إمام في المعنى ، إمام في القضايا المعنوية ، إمام في الأمور الباطنيّة ، والمشايخ الثلاثة هم أئمّة المسلمين في الظاهر ، ولهم الحكومة.
نقول لهم :
ماهو الدليل على هذا التقسيم؟ والرسول صلىاللهعليهوآله جعل ولاية الإمام علي عليهالسلام مطلقة ، بدون استثناء ، من دون قيد.
وقد هنّأه عمر وقال : ( بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ) (٢).
ولكن حبّ الرئاسة والملك ، كما قال الغزالي : ( ولكن أسفرت الحجّة بوجهها ، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته صلىاللهعليهوآلهوسلم في يوم غدير خم ، باتّفاق الجميع وهو يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ). فقال عمر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن
__________________
١ ـ المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٠٣ ، فضائل علي بن أبي طالب ، حديث ٥٥.
٢ ـ تاريخ بغداد ٨ : ٢٨٤.