الغريب ، وشرح النهج العجيب ، ونحوها من الكتب المرضية والشروح المطلعة على النكت الخفية حداني ذلك على الشروع في تأليف كتاب كاف شاف يرفع عن غريب أحاديثنا أستارها ، ويدفع عن غير الجلي منها غبارها.
ثم إني شفعته بالغرائب القرآنية والعجائب البرهانية ليتم الغرض من مجموعي الكتاب والسنة لمن رام الانتفاع بهما ، ويتحصل المطلوب فيه من كل منهما ، إذ لا يجد الجلم (١) كل واجد ، وليس العلم مخصوصا منهما بواحد.
ثم إني اخترت لترتيبه من الكتب الملاح ما أعجبني ترتيبه من كتاب الصحاح ، غير أني جعلت بابي الهمزة والألف بابا واحدا ليكون التناول أسهل والانتشار أقل.
وحين تم التأليف صببته في قالب الترصيف ، معلما لكل حرف من حروف الهجاء كتابا ، ولكل كتاب أبوابا ، باذلا فيه جهدي ، مغنيا فيه كدي ، طالبا فيه رضى ربي ، إنه وليي وحسبي. وسميته ب ( مجمع البحرين ومطلع النيرين ).
__________________
(١) الجلم : آلة كالمقص لجز الصوف ، وقد أخرجه هنا على مخرج المثال.