الأغيار ، ويتركني أخوض معه في المعارف اللاهوتية والعلوم الملكوتية ، التي جلت عن أن تكون شرعة لكل وارد ، أو يطلع عليها جماعة إلا واحدا بعد واحد ـ انتهى.
وفِي الدُّعَاءِ : « لَا تُخَلِّنِي مِنْ يَدِكَ ». هو بالخاء المعجمة وتشديد اللام ، من التَّخْلِيَةِ ، وجوزوا أن يراد النعمة ، وحينئذ يقرأ بتخفيف اللام ، أي لا تجعلني خَالِياً من نعمتك.
وفِيهِ : « أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَتَخَلَّيْتُ ». قيل : أراد من التَّخَلِّي التبري من الشرك ، وعقد القلب على الإيمان.
والتَّخَلِّي التفرغ ، ومنه « أنت خِلْوٌ من مصيبتي » ـ بكسر الخاء ـ أي فارغ البال منها.
و « خَلَّى عنهم » أي تركهم ، وأعرض عنهم.
و « الْخَلِيُ » الْخَالِي من الهم ، وهو خلاف « الشجي ».
و « الْخَلَاءُ » ـ بالمد ـ : المتوضأ ، والمكان المعد للخروج ، سمي بذلك لأن الإنسان يَخْلُو فيه بنفسه.
وفِي الْحَدِيثِ : « وكَانَ (ص) إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ » (١). واختلف فيه أنه مختص بالبنيان أو يعم الصحراء ، ولفظ « دخل » يخصه.
و « تَخَلَّى » تغوط ، ومنه الْحَدِيثُ : « لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ إِلَّا أَرْبَعَةٌ » (٢). وعد منها الْخَلَاءَ ، يعني الغائط فقط ، لمقابلته بالبول والريح والصوت (٣).
و « تَخَلَّى » دخل الْخَلَاءَ.
__________________
(١) التاج ج ١ ص ٨٠.
(٢) الكافي ج ٣ ص ٣٦٤.
(٣) يذكر في « قذا » دعاء في الخلاء ، وفي « وقى » شيئا في التخلي ، وكذا في « وهب » و « ضرب » ، وفي « سرع » شيئا من دعائه ، وكذا في « غفر » و « رجس » ، وفي « بعد » و « شرق » شيئا فيه ، وفي « لعن » في موضع التخلي ، وفي « خبث » شيئا في حديث الخلوة.