بِهِ تَدَّعُونَ ) [ ٦٧ / ٢٧ ] أي تستنبطونه فتدعون به.
قوله تعالى : ( وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ) [ ٣٣ / ٤ ] أي من تتبنونه ، ولا يكون الرجل الواحد دَعِيّاً لرجل وابنا له ، لأن الابن هو المعروف في النسب ، والدَّعِيُ اللاصق في التسمية لا غير ، ولا يجتمع في الشيء أصيل وغير أصيل.
قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ) [ ٢٩ / ٤٢ ] النفي ـ على ما قيل ـ إنما هو لصفة محذوفة ، والتقدير : « من شيء ينفهم » كما سيأتي تحقيقه في « نفا ».
قوله تعالى : ( فَما كانَ دَعْواهُمْ ) [ ٧ / ٥ ] أي ما يدعون من دينهم إلا اعترافهم ببطلانه وقوله لهم : ( إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ).
قوله تعالى : ( ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ ) [ ٣٣ / ٥ ] هو أمر بأن يُدْعَى الرجل باسم أبيه ، وهذا مثل ضربه الله في زيد بن حارثة ، وقصته مشهورة ، ( فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ ) أي بنو أعمامكم ، أو ناصروكم.
وفِي الْحَدِيثِ : « لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ » (١). قيل : أراد بالقضاء ما تخافه من نزول مكروه وتتوقاه ، وتسميته قضاء مجاز ، ويراد به حقيقة القضاء ، ومعنى رده تسهيله وتيسيره ، حتى كأن القضاء النازل لم ينزل ، ويؤيده ما رُوِيَ مِنْ أَنَ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ ، أَمَّا مِمَّا نَزَلَ فَصَبْرُهُ عَلَيْهِ وَتَحَمُّلُهُ لَهُ وَرِضَاهُ بِهِ ، وَأَمَّا نَفْعُهُ مِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَيَصْرِفُهُ عَنْهُ.
وفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ـ وَقَدْ سُئِلَ : كَيْفَ الدَّعْوَةُ إِلَى الدِّينِ؟ فَقَالَ : « يَقُولُ : أَدْعُوكَ إِلَى اللهِ وَإِلَى دِينِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَجِمَاعُهُ أَمْرَانِ » (٢).
وفِيهِ : « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ » (٣). وهي ـ كما جاءت به الرواية عَنِ الصَّادِقِ (ع) : سُوءُ النِّيَّةِ
__________________
(١) مكارم الأخلاق ص ٣١٤.
(٢) التّهذيب ٢ / ٤٧.
(٣) عدّة الدّاعي ص ١٥١.