قوله تعالى : ( وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ) أي ساخن منتهي الحرارة ، من قولهم : « أنى الماء » إذا سخن وانتهى حره.
ومنه : ( عَيْنٍ آنِيَةٍ ) أي قد انتهى حرها. وفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (ره) : أَيْ لَهَا أَنِينٌ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا (١).
قوله تعالى : ( آناءَ اللَّيْلِ ) أي ساعاته ، واحدها « أنى » بحركات الهمزة.
وَفِي حَدِيثِ زُرَارَةَ عَنِ الْبَاقِرِ (ع) ـ وَقَدْ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ ) ـ « قَالَ : يَعْنِي صَلَاةَ اللَّيْلِ. قَالَ : قُلْتُ : ( وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى )؟ قَالَ : يَعْنِي مَنْ تَطَوَّعَ بِالنَّهَارِ. قَالَ : قُلْتُ : ( وَإِدْبارَ النُّجُومِ )؟ قَالَ : رَكْعَتَانِ قَبْلَ الصُّبْحِ. قُلْتُ : ( وَأَدْبارَ السُّجُودِ )؟ قَالَ : رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ » (٢).
و « تأنى له في الأمر » ترفق وتنظر ، والاسم « الأناة » كقناة ـ قاله الجوهري وغيره (٣).
وَفِي الْحَدِيثِ : « والرَّأْيُ مَعَ الْأَنَاةِ ». وذلك لأنها مظنة الفكر في الاهتداء إلى وجوه المصالح.
و « الإناء » معروف ، وجمعه الآنية (٤) وجمع الآنية أواني ، مثل سقاء وأسقية وأساقي.
و « أنا » (٥) ضمير متكلم ، وأصله على ما ذكره البعض « أن » بسكون النون ، والأكثرون على فتحها وصلا والإتيان بالألف وقفا ، تقول : « أن فعلت » و « فعلت أنا ».
( أوا )
قوله : ( آوى إِلَيْهِ أَخاهُ ) أي ضم إليه أخاه بنيامين.
قوله : ( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ) أي
__________________
(١) تفسير علي بن إبراهيم ٢ / ٤١٨.
(٢) البرهان ٤ / ٦٩.
(٣) يذكر في « دار » شيئا في التأني ـ ز.
(٤) يذكر في « كفى » و « وكى » و « نجم » حديث في الآنية ـ ز.
(٥) يذكر في « أ » و « نحن » شيئا في أنا ضمير المتكلم ـ ز.