منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع ، وذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به ... (١) قالوا : وقد يكون النوء السقوط ، وانما غلظ النبي القول فيمن يقول : « مطرنا بنوء كذا » لأن العرب کانت تقول إنما هو فعل النجم ولا يجعلونه سقياً من الله تعالى ، وأما من جعل المطر من فعل الله تعالى وأراد مطرنا بنوء كذا أي في هذا الوقت فلا بأس فيه.
وفي الحديث : « نية المؤمن خير من عمله » (٢) وله وجوه من التفسير :
( منها ) أن المؤمن ينوي فعل خيرات كثيرة ويفعل بعضها فنيّته خير من عمله.
و ( منها ) ما نقل أنه كان في المدينة قنطرة فعزم رجل مؤمن على بنائها فسبقه كافر إلى ذلك فقيل للنبي (ص) في ذلك فقال : « نيّة المؤمن خير من عمله » يعن من عمل الکافر.
و ( منها ) ما قيل من أن النية هي القصد ، وذلك واسطة بين العلم والعمل ، لأنه إذا لم يعلم بترجيح أمر لم يقصد فعله وإذا لم يقصد فعله لم يقع ، وإذا كان المقصود حصول الكمال من الكامل المطلق ينبغي اشتمال النية على طلب القربة إلى الله تعالى إذ هو الكامل المطلق ، وإذا كانت كذلك كانت وحدها خيراً من العمل بلا نيّة وحده ، لأنها بمنزلة الروح والعمل بمنزلة الجسد ، وحياة الجسد بالروح لا الروح بالجسد ، فهي خير منه لأن الجسد بغير روح لا خير فيه ، ويأتي في « شکل » ما ينفع هنا.
و « النيّة » ه القصد والعزم على الفعل ، اسم من نويت نيّة ونواة أي قصدت وعزمت ، والتخفيف لغة ، ثم خصّت في غالب الاستعمال بعزم القلب على أمر من الأمور.
__________________
(١) انظر الحديث والشرح في معاني الأخبار ص ٣٢٦.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٨٤ وعلل الشرائع ج ٢ ص ٢١١.