أَكْنَافاً » (١). هو بفتح الطاء من التَّوْطِئَةِ : التذليل والتمهيد ، يقال : « دَابَّةٌ وَطِيَّةٌ » لا تحرك راكبها ، و « فراش وَطِيٌ » لا يؤذي جنب النائم ، والأكناف : الجوانب ، ومعناه : من جوانبهم وَطِئَةٌ يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى.
ووَطَّأْتُ المكان : جعلته وَطِيّاً.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) : « إِنْ تَثْبُتِ الْوَطْأَةُ فِي هَذِهِ الْمَزَلَّةِ فَذَلِكَ الْمُرَادُ ، وَإِنْ تَدْحَضِ الْقَدَمُ فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ أَغْصَانٍ وَذَرَى رِيَاحٍ وَتَحْتَ ظِلِّ غَمَامَةٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا وَعَفَا فِي الْأَرْضِ مَخَطُّهَا ». وتفسيره الْوَطْأَةُ بالكون : موضع القدم ، والمزلة : المكان الدحض أعني موضع الزلل والخطر ، والإشارة بهذه المزلة إلى الدنيا لأنها موضع الزلل والخطر ، ويراد بثبات القدم الإقامة على طرق الحق والهداية ، وبالدحض العكس من ذلك ، ويكون المعنى تثبت القدم في موضع تزل فيه الأقدام غالبا فذاك المراد المطلوب وإن تدحض وتزلق عن ذلك المكان فإنا كنا ... إلخ ، يعني فبتقصير منا وغفلة عما أريد بنا وشغل بشهوات أنفسنا ولذاتنا ، كحب التفيؤ بالأغصان ونحو ذلك ، ولعل هذا من باب التعريض بالغير ، إذ لا يناسب مثله في حال الإمام (ع).
وَعَنْهُ (ع) : « لَا وُضُوءَ مِنْ مَوْطِأَةٍ ». يعني مما تَطَأُ عليه برجلك ، والمراد بالوضوء هنا الغسل.
ووَطِئَ الرجل امرأته : جامعها ، وهي مَوْطُوءَةٌ. ووَاطَأْتُهُ على الأمر : وافقته عليه.
( وعا )
قوله تعالى : ( وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ ) [ ٨٤ / ٢٣ ] أي يضمرون ويجمعون في
__________________
(١) في الكافي ج ٢ ص ١٠٢ عن النبي (ص) : « أَفَاضِلُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقاً الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافاً ... » وفي النهاية ( وطأ ) : « وأقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا ... ».