قائمة الکتاب
باب ما أوله الواو
٤٢٧
إعدادات
مجمع البحرين [ ج ١ ]
مجمع البحرين [ ج ١ ]
تحمیل
عليه السلام (١).
وَنِعْمَ وَلِيُ الْأَمْرِ بَعْدَ وَلِيِّهِ |
|
وَمُنْتَجَعُ التَّقْوَى وَنِعْمَ الْمُقَرَّبُ |
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) [ ٥ / ٥٥ ] نَزَلَتْ فِي حَقِّ عَلِيٍّ (ع) عِنْدَ الْمُخَالِفِ وَالْمُؤَالِفِ حِينَ سَأَلَهُ سَائِلٌ وَهُوَ رَاكِعٌ فِي صَلَاتِهِ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِخِنْصِرِهِ الْيُمْنَى فَأَخَذَ السَّائِلُ الْخَاتَمَ مِنْ خِنْصِرِهِ (٢) ، وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ
قال الشيخ أبو علي : والحديث طويل وفيه أَنَّ رَسُولَ اللهِ (ص) قَالَ : « اللهُمَ ( اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) ... ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) عَلِيّاً ( أَخِي اشْدُدْ بِهِ ) ظَهْرِي » قَالَ أَبُو ذَرٍّ : فَوَاللهِ مَا اسْتَتَمَّ الْكَلَامَ حَتَّى نَزَلَ جَبْرَئِيلُ (ع) فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ). الآية. قال : المعنى : الذي يَتَوَلَّى تدبيركم ويَلِي أموركم ( اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الذين هذه صفاتهم ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ). قال الشيخ أبو علي : قال جار الله : إنما جيء به على لفظ الجمع ـ وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ـ ليرغب الناس في مثل فعله ولينبه أن سجية المؤمن يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان. ثم قال الشيخ أبو علي : وأقول : قد اشتهر في اللغة العبارة عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم فلا يحتاج إلى الاستدلال عليه ، فهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة عَلِيٍّ (ع) بعد النبي (ص) بلا فصل (٣)
__________________
(١) انظر الهاشميات ص ١٣٦.
(٢) انظر تفصيل القصة والأحاديث المروية فيها في البرهان ج ١ ص ٤٧٩ ـ ٤٨٥ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٣.
(٣) انظر مجمع البيان ج ٢ ص ٢١٠.