قوله تعالى : ( لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ مِنَ الذُّلِ ) [ ١٧ / ١١١ ] الْوَلِيُ ما يقوم مقامه في أمور تختص به لعجزه ، كَوَلِيِ الطفل والمجنون ، فيلزم أن يكون محتاجا إلى الْوَلِيِ ، وهو محال لكونه غنيا مطلقا. وأيضا إن كان الْوَلِيُ محتاجا إليه تعالى لزم الدور المحال وإلا كان مشاركا له ، وإنما قيده بكونه من الذل لأنه لم يكن وَلِيّاً في الحقيقة بل من الأسباب ، وهو تعالى مسبب الأسباب. وقد مر في ( نفا ) ما ينفع هنا.
قوله تعالى : ( اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَ تَوَلَ عَنْهُمْ ) [ ٢٧ / ٢٨ ] أي تنح عنهم إلى مكان قريب تتوارى فيه ليكون ما يقولون بمسمع منك فانظر ما يردون عليك من الجواب. وقيل : فيه تقديم وتأخير ، والمعنى ( اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ). ( ... فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ ). ( ... ثُمَ تَوَلَ عَنْهُمْ ).
قوله تعالى : ( لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً ) [ ٣ / ١١٨ ] أي لا يقصرون في إفساد حالكم.
قوله تعالى : ( أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ) [ ٧٥ / ٣٤ ] هو تهديد ووعيد ، أي قد وليك شر فاحذره. وَعَنِ الرِّضَا (ع) قَالَ : « يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : بُعْداً لَكَ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا بُعْداً لَكَ مِنْ خَيْرِ الْآخِرَةِ » (١).
قوله تعالى : ( فَأَوْلى لَهُمْ ) [ ٤٧ / ٢٠ ] هو وعيد بمعنى فويل لهم ، وهو أفعل من وَلِيَ وهو القرب ، أي وَلِيُّهُمْ وقاربهم ما يكرهون.
قوله تعالى : ( يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ) [ ٢ / ٢٢٦ ] أي يحلفون على ترك وطي أزواجهم من « الِأَلِيَّةِ » وهي اليمين ، وكانت العرب في الجاهلية يكره الرجل منهم المرأة ويكره أن يتزوجها أحد فيحلف أن لا يطأها أبدا ولا يخلي سبيلها إضرارا بها ، فتكون معلقة حتى يموت أحدهما ، فأبطل الله تعالى ذلك
__________________
(١) البرهان ج ٤ ص ٤٠٩.