و « أَهْوَى بيده إليه » أي مدها نحوه وأمالها إليه ، ومنه « أَهْوَيْتُ إلى الحِجْر » أي مددت إليه يدي ، و « أملتها » نحوه.
ويقال : أَهْوَى يده وبيده إلى الشيء ليأخذه.
وقوله : « يَهْوِي بها أبعد ما بين المشرق والمغرب » أبعد صفة مصدر ، أي هُوِيّاً ، أي سقوطا بعيد المبدإ والمنتهي.
وَفِي الْحَدِيثِ : « كَانَ يَهْوِي بِالتَّكْبِيرِ ». بفتح أوله وكسر ثالثه ، أي يحط ويسقط إلى أسفل ، ومنه « كَانَ يُكَبِّرُ ثُمَ يَهْوِي ».
والْمَهْوَي والْمَهْوَاةُ ما بين الجبلين ونحو ذلك.
و « تَهَاوَى القوم من الْمَهْوَاةِ » إذا سقط بعضهم في أثر بعض.
( هيا )
فِي الْحَدِيثِ : « الْخِضَابُ وَالتَّهْيِئَةُ مِمَّا يَزِيدُ اللهُ بِهِ فِي عِفَّةِ النِّسَاءِ وَلَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءُ الْعِفَّةَ بِتَرْكِ أَزْوَاجِهِنَ التَّهْيِئَةَ » (١). المراد من التَّهْيِئَةِ إصلاح الرجل بدنه من إزالة الشعر والوسخ ووضع الطيب ونحو ذلك ، فإن الزوجة إذا رأت ذلك قصرت الطرف على زوجها فتعففت ، ولا يخشى عليها ترك العفة والإلحاق بالفواحش.
وأما قَوْلُهُ : « والتَّهْيِئَةُ وَضِدُّهَا الْبَغْيُ ». أراد بها هنا إطاعة من وجبت طاعته.
وتَهَيَّأْتُ للشيء : استعددت وأخذت له أهبة ، ومنه « تَهَيَّأَ للإحرام » ونحوه.
و « أمرت بِتَهْيِئَةِ الميت » أي بتجهيزه.
وَفِي الدُّعَاءِ : « اللهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ وَتَعَبَّأَ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ ». قيل : كلهن نظائر ، فهي كالألفاظ المترادفة.
وهَيَّأْتُ الشيء : أصلحته ، ومنه « هَيَّأَ لحيته بين اللحيين » أي أصلحها
__________________
(١) جاء حديث بهذا المعنى في مكارم الأخلاق ص ٨٨.