لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا |
|
وَقْعَةَ الْخَزْرَجِ مَعَ وَقْعِ الْأَسَلِ |
إِلَى قَوْلِهِ :
قَدْ قَتَلْنَا الْقَوْمَ مِنْ سَادَاتِهِمْ |
|
وَعَدَلْنَاهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلَ (١) |
فَقَوْلُهُ : ( وَمَنْ عاقَبَ ) يَعْنِي رَسُولَ اللهِ (ص) ( بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَ بُغِيَ عَلَيْهِ ) يَعْنِي بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ (ع) بَغْياً وَظُلْماً وَعُدْوَاناً ( لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ ) يَعْنِي بِالْقَائِمِ مِنْ وُلْدِهِ.
قوله : ( وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً ) أي ما يتأتى للرحمن اتخاذ الولد ، ولا يصلح له ذلك.
يقال : « ما يَنْبَغِي لك أن تفعل كذا » أي ما يصلح لك ذلك.
وفي المصباح : حكي عن الكسائي أنه سمع من العرب : « وما يَنْبَغِي أن يكون كذا » أي ما يستقيم وما يحسن ، قال : « ويَنْبَغِي أن يكون كذا » معناه يندب ندبا مؤكدا لا يحسن تركه ، ثم قال : واستعمال ماضيه مهجور ، وقيل : عدوا « ينبغي » من الأفعال التي لا تتصرف ولا يقال « انبغى » قال : وقيل في وجهه أن ينبغي مطاوع « بغى » ولا يستعمل انفعل إلا إذا كان فيه علاج وانفعال ، وهو لا علاج فيه ، وأجازه بعضهم ... انتهى.
وفِي الْحَدِيثِ : « أَلَا وَإِنَّ اللهَ يُحِبُ بُغَاةَ الْعِلْمِ (٢) ». بضم موحده ، أي طلبته ، جمع « بَاغٍ » بمعنى طالب والجمع « بُغْيَانٌ » كراع ورعيان يقال : بَغَيْتُ الشيء بغاء وبغية إذا طلبته قال الحاجبي : الصفة من نحو « جاهل » على « جهل » و « جهال » غالبا و « فسقة » كثيرا وعلى قضاة. و « الْبُغَاةُ » أيضا جمع « بَاغٍ » وهم الخارجون على إمام معصوم ـ كما في الجمل وصفين ـ سموا بذلك لقوله تعالى : ( فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ ) « والفئة الْبَاغِيَةُ » الخارجة عن طاعة الإمام من « الْبَغْيِ » الذي هو مجاوزة الحد.
ومنه حَدِيثُ عَمَّارٍ : « تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ».
وفِيهِ : « إِيَّاكَ أَنْ يُسْمَعَ مِنْكَ كَلِمَةُ بَغْيٍ ». أي ظلم وفساد.
__________________
(١) تفسير علي بن إبراهيم ٢ / ٧٦.
(٢) الكافي ١ / ٣١.