أي يطلبون.
و ( بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ ) أي طلبا أن ينزل الله.
قوله : ( وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ ) قيل : هو نفي ويراد به النهي ، مثل « لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَخَالَتِهَا ». ومراده لا ينفقون شيئا ( إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ ) ، أي طلب وجه الله ، وفيه نهي عن الرياء وطلب السمعة بالإنفاق ، وأمر بالإخلاص لما في الكلام من النفي والإثبات.
قوله : ( وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ ) قيل : هو في محل النصب مفعول له ، والمفعول محذوف : أي أحل لكم ما وراء ذلكم لأن تطلبوا النساء.
قوله : ( غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ ) أن لا يَبْغِي الميتة ولا يطلبها وهو يجد غيرها ، ولا عاد يعدو شبعه.
قوله : ( وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ) أي رزقه أو علمه ، ووَرَدَ أَنَّهُ عِيَادَةُ مَرِيضٍ وَحُضُورُ جَنَازَةٍ وَزِيَارَةُ أَخٍ. قوله : ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) الوسيلة فعيلة من قولهم : « توسلت إليه » أي تقربت ، والضمير راجع إلى الله تعالى ، أي اطلبوا التقرب إلى الله تعالى بأعمالكم.
قوله : ( إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ ) أي فسادكم على أنفسكم.
والْبَغْيُ : الفساد ، وأصل الْبَغْيِ : الحسد ثم سمي الظالم بَغِيّاً ، لأن الحاسد ظالم.
ومنه قوله تعالى : ( فَبَغى عَلَيْهِمْ ) أي ترفع وجاوز المقدار.
وقوله تعالى : ( وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ ) فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (ره) : هُوَ رَسُولُ اللهِ (ص) لَمَّا أَخْرَجَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ إِلَى الْغَارِ ، فَطَلَبُوهُ لِيَقْتُلُوهُ ، فَعَاقَبَهُمُ اللهُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَقُتِلَ عُتْبَةُ وَشَيْبَةُ وَالْوَلِيدُ وَأَبُو جَهْلٍ وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَغَيْرُهُمْ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ (ص) طَلَبَ بِدِمَائِهِمْ ، فَقُتِلَ الْحُسَيْنُ (ع) وَآلُ مُحَمَّدٍ بَغْياً وَعُدْوَاناً وَظُلْماً ، وَهُوَ قَوْلُ يَزِيدَ :