أي على ما أبلى من النعم وابتلى من النقم.
يقال : « أَبْلَاهُ الله بَلَاءً حسنا » أي بكثرة المال والصحة والشباب ، وابْتَلَاهُ أي بالمرض والفقر والمشيب.
وفِيهِ : « لَا تَبْتَلِنَا إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ». أي لا تمتحنا ولا تختبرنا إلا بالتي هي أحسن.
وفِيهِ : « إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ ». أي لأمتحنك هل تقوم بما أمرت به من تبليغ الرسالة والجهاد والصبر ، وأَبْتَلِي بك قومك من يتبعك ومن يتخلف عنك ومن ينافق معك.
و « ابْتُلِيتُ بِهَذَا الْعِلْمِ ». أي اختبرت به وامتحنت.
والْبَلِيَّةُ والْبَلْوَى والْبَلَاءُ واحد ، والجمع الْبَلَايَا.
« ولا أُبَالِيهِ » : لا أكترث به ولا أهتم لأجله (١).
ومنه « ما بَالَيْتُ بِهِ ».
ومنه « لَا أُبَالِي أَبَوْلٌ أَصَابَنِي أَمْ مَاءٌ ».
ومنه حَدِيثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ : « هَؤُلَاءِ إِلَى الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي ، وَهَؤُلَاءِ إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي ».
وفِيهِ : « مَنْ لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَمَا قِيلَ فِيهِ فَهُوَ لِغَيَّةٍ أَوْ شِرْكِ شَيْطَانٍ » (٢). وفسره بمن تعرض للناس يشتمهم وهو يعلم أنهم لا يتركونه.
و « بَلِيَ الثوب يَبْلَى » ـ من باب تعب « بِلًى » ـ بالكسر والقصر ـ و « بُلَاءً » ـ بالضم والمد ـ : خلق ، فه و « بَالٍ ».
و « بَلِيَ الميت » أفنته الأرض.
وفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ (ع) ـ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلَى جَسَدُهُ ـ قَالَ : « نَعَمْ حَتَّى لَا يَبْقَى لَهُ لَحْمٌ وَلَا عَظْمٌ إِلَّا طِينَتُهُ الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا فَإِنَّهَا لَا تَبْلَى بَلْ تَبْقَى فِي الْقَبْرِ مُسْتَدِيرَةً حَتَّى يُخْلَقَ مِنْهَا كَمَا خُلِقَ مِنْهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ».
و « بَلَى » حرف إيجاب ، فإذا قيل :
__________________
(١) في « قدر » أيضا حديث في من لا يبالي ، وكذا في « سفل » و « لغا » ـ ز.
(٢) يذكر مثل ذلك في « غيا » أيضا ـ ز. وانظر الكافي ٢ / ٣٢٣.